أن تكون سنجل (غير مرتبط عاطفيًا) أفضل من أن تكون في علاقة عاطفية غير سعيدة!

 


أن تكون سنجل (غير مرتبط عاطفيًا) أفضل من أن تكون في علاقة عاطفية غير سعيدة!

سنجل (غير مرتبط عاطفيًا) أفضل بكثير.
العبارة المنطقية التي يسمعها دائماً الشخص الغير مرتبط بأي علاقة أو فتاة – سنجل-  سواء كان شاب أو فتاة. هل هذه العبارة لها أساس علمي صحيح؟ أم أن أن البعض يرددها للأشخاص الغير مرتبطين كنوع من المجاملة ؟؟

هناك دراسة بعنوان بعنوان The highs and lows of love تم نشرها على الانترنت. كان هدفها التأكد من صحة هذه العبارة..

اعتمدت الدراسة على محاولة قياس الحالة العاطفية والنفسية ما بين الأشخاص المرتبطين عاطفياً بكل الأشكال والغير مرتبطين – سنجل- عن طريق استقصاء شارك فيها 326 شخص ( أعمارهم من 19 – 92 ).  بمتوسط أعمار 53 عام.

307 شخص كانوا مرتبطين عاطفياً، 271 متزوجين، و 7 في مرحلة الخطوبة، والباقي سينجل. والاستقصاء كان عبارة عن 7 اسئلة، مطلوب من المشتركين الإجابة عليها أكثر من مرة. بعض المشتركين قاموا بالإجابة على الاسئلة حوالي خمس مرات في أوقات مختلفة.  والبعض جاوب على الاسئلة بحد أدنى مرتين في أوقات مختلفة من السنة حرصاً من أصحاب الدراسة على الحصول على نتائج دقيقة وليس على مجرد أحاسيس انفعالية.

الأسئلة كانت عبارة عن تقييم عام للحالة النفسية والمشاعر السلبية والإيجابية التي مر بها المشتركين مؤخراً.  وبالتحديد خلال الأسبوعين الماضيين. مدى الشعور بالرضا والسعادة أو كم الإحباط و الضيق الذي يواجهه المشترك. كذلك تقييم لليوم السابق للاستبيان، هل يصنفه المشترك كيوم إيجابي أم سلبي ؟

وبالنسبة للأشخاص المرتبطين وأصحاب العلاقات العاطفية كان مطلوب منهم بشكل خاص أن يقيموا علاقاتهم العاطفية. هل هذا الارتباط أو هذه العلاقة تعتبر من مسببات السعادة والاستقرار النفسي في حياتهم؟؟ ومطلوب الإجابة على هذا السؤال بتقييم من 1  لـ 7  ( 1 = غير موافق جداً بشدة ، 7 = موافق جداً بشدة )

 

والنتيجة؟

نتيجة الدراسة كانت مفاجأة بكل المقاييس.  أظهرت النتائج بعكس المتوقع عدم تفوق الأشخاص أصحاب العلاقات العاطفية المرتبطين إرتباط رومانسي (خطوبة – زواج) على غير المرتبطين. سواء في المشاعر الإيجابية التي اختبروها خلال فترات التقييم وحتى قبل الاستبيان يوم، وكذلك نسبة المشاعر السلبية. نسبة  المشاعر الإيجابية لدى المرتبطين بحالات زواج ناجح أو إرتباط عاطفي سعيد ومستقر ومستقر كانت متقاربة مع نسب الغير مرتبطين وكلاهما كان لديه شعور بالرضا عن حياته

https://youtu.be/AHL0UGHzIiY

السؤال المهم، من هم أصحاب أسوأ إجابات؟ من هو الفريق الأقل حظاً والأكثر تعاسة بين المشتركين؟؟

أصحاب أسوأ إجابات والذين أظهرت التقييمات لحالتهم النفسية على أوقات متفرقة من السنة وقبل الاستبيان بيوم كانوا الأشخاص المرتبطين عاطفياً ولكنهم قيموا علاقاتهم العاطفية بتقييم متوسط. بمعنى أنهم كانوا عاجزين عن تحديد شكل واضح لحياتهم العاطفية.  عندما طلب منهم تقييم علاقتهم من 1 لـ 7. هل هي مصدر سعادة لهم أم لا. إجاباتهم لم تكن بالقبول ولا بالرفض فيما يوحي بوضوع أنهم عاجزين عن تقييم العلاقة هل هي علاقة ناجحة أم فاشلة!

الأشخاص العاجزين عن تقييم علاقاتهم كانت إجاباتهم سيئة في كل الاسئلة التي تختبر حالتهم النفسية والأحاسيس السلبية التي مروا بها على فترات مختلفة قبل الاستبيان. وعند الإجابة على الاسئلة المتعلقة بالأحاسيس الإيجابية، وهل كانت بسبب نشاط أو فعل مع حبيبك أو شريك حياتك، أم بعيداً عنهم؟

الإجابات كلها كانت أثناء بعدهم عن شركاء حياتهم! وأن معظم الأحاسيس السلبية للأسف مرتبطة بالأوقات التي يكونون فيها بالقرب منهم نتيجة الاحتكاكات والمناقشات أو أي أنشطة يقومون بها سوياً. مما يؤكد صحة العبارة الشهيرة " أن تكون سنجل (غير مرتبط عاطفيًا) أفضل من علاقة عاطفية غير سعيدة".

هدف الدراسة هو تغيير النظرة الشائعة والمحدودة عن الأشخاص الذين لا يملكون حياة عاطفية. بأنهم أشخاص تعساء.. بالعكس هم بالتأكيد أكثر سعادة من أشخاص يمرون بحياة عاطفية متوترة، المسألة ليست ارتباط بقدر ما هو ارتباط ناجح، وللأسف معادلة الارتباط الناجح هي معادلة صعبة وتفاصيلها معقدة.. الكثير منا لا يتمكن من تحقيقها .. لذلك ستجد الأشخاص الذين أدركوا هذه الحقيقة وفشلوا في تحقيق إرتباط عاطفي مستقر، يفضلون البقاء بدون ارتباط – سنجل- وهو بالتأكيد إختيار أذكى، يوفر لهم سعادة أكثر من غيرهم.

المصادر: الدراسة The highs and lows of love

مقال: Psychologytoday

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النرجسي السيكوباتي .. نموذج حي للشيطان على الارض

حقائق مهمة عن اضطراب ثنائي القطب

تطبيقات الذكاء الاصطناعي للدعم النفسي