اضطراب القلق الاجتماعي (الرهاب الاجتماعي) .. أشهر أعراضه ومضاعفاته

 بقلم: سالي حجازي

اضطراب القلق الاجتماعي هو اضطراب في الصحة العقلية يصيب الأشخاص من جميع الأعمار. يتميز بالخوف الشديد من المواقف الاجتماعية، مما يؤدي إلى الشعور بعدم الراحة والإحراج الشديد. قد يتجنب الأشخاص المصابون باضطراب القلق الاجتماعي حضور الحفلات أو التجمعات الاجتماعية الأخرى، أو قد يكونون قلقين للغاية في المواقف الاجتماعية لدرجة أنهم يعانون من أعراض جسدية مثل التعرق أو الارتعاش أو تسارع ضربات القلب. غالبًا ما يجد الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب صعوبة في تكوين صداقات أو الحفاظ على العلاقات، وقد يواجهون صعوبة في التحدث علنًا أو الأداء في المدرسة أو العمل. عادةً ما يتضمن علاج اضطراب القلق الاجتماعي العلاج النفسي أو الأدوية أو مزيج من الاثنين.

أعراض اضطراب القلق الاجتماعي:

ينبغي التنويه على أن مجرد الشعور بالخجل أو عدم الراحة في مواقف معينة ليس بالضرورة علامة على اضطراب القلق الاجتماعي، خاصة عند الأطفال. تختلف مستويات الراحة في المواقف الاجتماعية حسب سمات الشخصية وتجارب الحياة. بعض الناس منغلقون على نفسهم بطبيعتهم، بينما البعض الآخر أكثر اجتماعيًا وأكثر انفتاحًا.

يبدأ اضطراب القلق الاجتماعي عادةً في بداية أو منتصف فترة المراهقة، ولكن يمكن أن يبدأ عند الأطفال في بعض الأحيان.

قد تتضمن علامات اضطراب القلق الاجتماعي وأعراضه ما يلي:

1. أعراض شعورية:

  • الرهبة من المواقف التي قد يحكم عليك فيها الآخرون بشكل سلبي.
  • القلق من إحراج أو إهانة نفسك.
  • الخوف الشديد من التفاعل أو التحدث مع الغرباء.
  • الخوف الشديد من أن يلاحظ الآخرون أنك تبدو قلقًا، أو من ملاحظة الأعراض الجسدية التي قد تحرجك، مثل احمرار الوجه أو التعرق أو الارتعاش أو رعشة الصوت.
  • تجنب المواقف التي تجعلك مركز تركيز أو اهتمام الآخرين.
  • الخوف أو القلق الشديد في المواقف الاجتماعية.
  • توقع اسوأ النتائج الممكنة لأي نشاط اجتماعي ستقدمه بسبب تجاربك السلبية في المواقف الاجتماعية.

يعبر الأطفال أيضًا عن قلقهم من المواقف الاجتماعية بأساليب أخرى مثل  البكاء أو نوبات الغضب أو التشبث الزائد بالأب أو بالأم وكذلك الصمت ورفض التحدث.

اقرأ أيضًا: اضطراب القلق وأشهر أعراضه وأسبابه

2. أعراض جسدية.

في بعض الأحيان قد تصاحب العلامات والأعراض الجسدية اضطراب القلق الاجتماعي وقد تشمل:

  • احمرار الوجنتين.
  • تسارُع ضربات القلب.
  • الارتجاف.
  • التعرُّق.
  • اضطراب المعدة أو الغثيان.
  • صعوبة ملاحقة الأنفاس.
  • الدوخة أو الدوار.
  • فقدان التركيز والنسيان وكأن عقلك قد فرغ تمامًا.
  • الشد العضلي.

3. أعراض سلوكية:

إذا كان الشخص يعاني من الرهاب الاجتماعي، فقد يكون من الصعب عليه التعامل مع التجارب اليومية الشائعة، بما في ذلك:

  • التعامل مع أشخاص غير معتادين أو غرباء.
  • حضور الحفلات أو اللقاءات الاجتماعية.
  • الذهاب إلى العمل أو المدرسة.
  • التواصل البصري.
  • بدء محادثات مع الآخرين.
  • تناول الطعام أمام الآخرين.
  • استخدام مرحاض عمومي.
  • المواعدة / لقاءات التعارف، اللقاءات الغرامية.
  • دخول غرفة فيها أشخاص جالسون بالفعل.

قد تتغير أعراض اضطراب القلق الاجتماعي بمرور الوقت. يمكن أن تتفاقم إذا كنت قد واجهت الكثير من التوتر أو الضغوط في حياتك. في حين أن تجنب المواقف التي تسبب القلق الاجتماعي قد يجعلك تشعر بتحسن على المدى القصير، لكن في نفس الوقت قد يستمر قلقك على المدى الطويل إذا لم تحصل على العلاج أو لم تتعامل مع الأمر بطريقة مناسبة.

أسباب القلق الاجتماعي:

مثل مشاكل الصحة العقلية الأخرى، يمكن أن يكون اضطراب القلق الاجتماعي نتيجة بعض العوامل البيولوجية والبيئية. تشمل الأسباب المحتملة ما يلي:

  • الصفات الوراثية. تميل اضطرابات القلق إلى الانتشار في العائلات. لكن ليس من الواضح تمامًا كم من هذا جيني ومقدار السلوك المكتسب.
  • قد تلعب بنية الدماغ دورًا مهمًا في مستويات مشاعر القلق والخوف لدينا. يعاني الأشخاص المصابون بفرط النشاط في جزء معين من بنية المخ من مستويات خوف وقلق متزايدة لديهم، ويظهر ذلك بوضوح في المواقف الاجتماعية.
  • الظروف البيئية. قد يكون اضطراب القلق الاجتماعي سلوكًا مكتسبًا، حيث قد يصاب بعض الأشخاص بالتوتر الشديد بعد تعرضهم لموقف اجتماعي مزعج أو محرج ترك داخلهم أثر سلبي. قد يكون هناك أيضًا ارتباط بين الرهاب الاجتماعي الاجتماعي والآباء الذين يظهرون سلوكًا باعث على القلق أو التوتر تجاه أبنائهم في المواقف الاجتماعية أو يكونون أكثر تحكمًا أو قلقًا بشأن أطفالهم.

عوامل الخطر:

قد تزيد عوامل معينة من خطر الإصابة بالرهاب الاجتماعي، بما في ذلك:

  • التاريخ العائلي إذا كان أحد الوالدين أو الأشقاء مصابًا باضطراب القلق الاجتماعي، فإن خطر إصابتك بنفس الاضطراب يزداد.
  • التجارب السلبية في سن مبكر. مثال: الأطفال الذين تعرضوا للمضايقة أو التنمر أو الرفض أو السخرية أو الإهانة هم أيضًا أكثر عرضة للإصابة. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون هناك أحداث سلبية أخرى في حياتهم - مثل الصراع الأسري أو الصدمات النفسية أو سوء المعاملة.
  • الميول الانطوائية، الأطفال الذين يشعرون بالخجل أو الخوف أو الانسحاب أو التقييد في أماكن جديدة أو مقابلة أشخاص جدد هم أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.
  • الاحتياجات الاجتماعية أو المهنية الجديدة. تبدأ أعراض اضطراب القلق الاجتماعي في مرحلة المراهقة، ولكن مقابلة أشخاص جدد أو إلقاء خطاب عام أو تقديم عرض مهم في العمل قد يؤدي إلى ظهور الأعراض لأول مرة.
  • ظروف صحية جديدة، مثال أن يصاب الشخص بمرض أو حالة تشوه واضحة في الجسد أو في الوجه أو الرعشة الناتجة عن مرض باركنسون، قد يؤدي بالطبع إلى زيادة نسبة القلق الاجتماعي لديه.

مضاعفات القلق الاجتماعي:

تتداخل أعراض اضطراب القلق الاجتماعي مع العمل أو المدرسة أو العلاقات أو الاستمتاع بالحياة. وللأسف من الممكن في حالة تفاقهمها أن تودي بحياة المصاب، حيث تتسبب المضاعفات في الأعراض التالية:

  • تراجع مستوى الثقة بالنفس بدرجة ملحوظة.
  • الأفكار السلبية والحديث السلبي مع النفس.
  • الحساسية الشديدة تجاه النقد.
  • ضعف المهارات الاجتماعية.
  • العزلة وصعوبة تكوين العلاقات الاجتماعية.
  • ضعف الأداء الأكاديمي أو الوظيفي.
  • الإدمان، مثل الإفراط في تناول الكحول.
  • الميول الانتحارية ومحاولة المصاب للانتحار وانهاء حياته.

غالبًا ما يرتبط الرهاب الاجتماعي بأنواع أخرى من الاضطرابات مثل اضطراب القلق والاكتئاب الحاد وكذلك مشاكل الإدمان وتعاطي المخدرات.

اقرأ أيضًا: 6 نصائح لـ علاج التوتر والقلق الزائد عند الزوجات

متى تجب زيارة الطبيب:

إذا شعرت بالخوف وتجنبت المواقف الاجتماعية العادية، وأصبح الأمر يشكل لك عائق في حياتك اليومية. فيجب عليك زيارة الطبيب لأن الأمر في هذه الحالة قد يتسبب لك في حالة شديدة من القلق والذعر والانعزال التام عن الحياة.

اقرأ أيضًا: كيف أتخلص من الأفكار السلبية؟ 12 نصيحة مهمة لتفكير أكثر إيجابية

الوقاية

لا توجد طريقة للتنبؤ بأن ذلك الشخص ربما يصاب باضطراب القلق، ولكن إذا حدث ذلك، وبدأت تشعر بأنك تواجه بعض الأعراض التي ذكرناها  يمكنك اتخاذ خطوات لتقليل تأثير الأعراض، مثل:

  • اطلب المساعدة مبكرًا. مثل العديد من الاضطرابات النفسية الأخرى، قد يكون من الصعب علاج اضطراب القلق إذا ترك فترة طويلة وتطور الأمر دون علاج.
  • حافظ على تدوين يومياتك. يمكن أن يساعدك تدوين يومياتك وتفاصيل حياتك الشخصية في تحديد أسباب التوتر وكذلك الظروف التي تساعدك على الشعور بالتحسن. وبالتالي زيادة درجة الوعي الذاتي لديك والقدرة على التحكم في مشاعرك.
  • ضع أولويات في حياتك. يمكنك تقليل مشاعر القلق عن طريق إدارة وقتك وطاقتك بعناية. تأكد من قضاء الوقت في القيام بالأنشطة التي تستمتع بها.
  • تجنب تناول أي مواد غير الصحية. الكافيين، النيكوتين، وبالطبع الكحول والمخدرات كلها مواد تتسبب في زيادة مستويات القلق لديك وتفاقم أعراضه. إذا كنت مدمنًا على أي من هذه المواد، يفضل الاقلاع عنها في أقرب وقت.

يمكنك التحدث إلى أحد منافذ عيادات الطب النفسي وعلاج الادمان التابعة لورزارة الصحة (داخل مصر).. والتي تقدم خدمات دعم نفسي وعلاج إدمان بشكل مجاني، لمعلومات والتفاصيل يمكنك متابعة ذلك الفيديو:

https://www.youtube.com/shorts/Fqkfvb4kVfw 

المصدر:

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/social-anxiety-disorder/symptoms-causes/syc-20353561

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النرجسي السيكوباتي .. نموذج حي للشيطان على الارض

حقائق مهمة عن اضطراب ثنائي القطب

تطبيقات الذكاء الاصطناعي للدعم النفسي