أهم علامات الذكاء العاطفي - 10 علامات أساسية

 

الذكاء العاطفي لدى أي شخص تعتبر من أهم مقومات نجاح علاقاته العاطفية أو الإنسانية بشكل عام. الأشخاص الذين يتمتعون بقدر مناسب من علامات الذكاء العاطفي هم أكثر الأشخاص القادرين على تخطي سوء الفهم والخلافات بينهم وبين المحيطين بهم، سواء كان في العلاقات العاطفية أو في العلاقات الإجتماعية بشكل عام..

الذكاء العاطفي قيمة مهمة جداً لأي ارتباط عاطفي أو زواج ناجح، يتمتع بها الأشخاص الحريصون على تكوين علاقات ناجحة، كما أن الذكاء العاطفي لا يعتبر موهبة بقدر ما هو مهارة حياتية مكتسبة يستطيع الشخص الذكي تعلمها وتطويرها بمرور الوقت ونضج شخصيته.

ووفقاً لهذا المنطق، يمكننا حصر عشر سمات أساسية تعتبر من أهم العلامات التي يتمتع بها الأشخاص ذوي نسبة الذكاء العاطفي المرتفع، وهي :

علامات الذكاء العاطفي:

 

1. يعتذر عند الخطأ:

القدرة على الإعتذار هي ميزة تختلف إختلافات نسبية من شخص لآخر وهناك من لايمتلكها من الأصل. فهناك الكثير من حالات النرجسية وحب الذات والغرور التي تجعل من أصحابها أشخاص عاجزين تمامًا عن الشعوربالذنب تجاه الآخرين أو بالمسئولية عن نتائج أفعالهم السلبية، وبالتالي الاعتذار بأي شكل من الأشكال. الأمر الذي يجعلهم يفضلون الدفاع عن أنفسهم وتبرير أخطائهم عن الاعتراف بالخطأ. إلا أن ذلك المنطق كثيرًا ما يؤدي بأصحابه إلى إفساد معظم علاقاتهم الشخصية والإجتماعية.
في المقابل الشخص الذي يمتلك نسبة عالية من الذكاء العاطفي ستجده نظرة محايدة تجاه نفسه وقدرة معقولة على تقييم أفعاله ووضع نفسه في موضع الآخرين. كلما زادت قدرته على الاعتراف بالخطأ ومواجهة نفسه بأنه تسبب في ضيق أو أذى لشخص آخر. والاعتراف بالخطأ هو أول طريق الاعتذار.

  ملحوظة بشأن الاعتذار:

فالبعض يظن أن الاعتذار هو فعل لفظي يحدث وقت وقوع المشكلة وهو مفهوم خاطئ تماماً، الاعتذار الحقيقي هو حرص الطرف المخطئ على عدم تكرار الخطأ وبذل مجهود لتحقيق ذلك. وهنا تظهر قيمة الذكاء العاطفي عند أي شخص، فكلما كان ذكياً ليس فقط يكون شخص يتمكن من الاعتذار وإنما يدرك معنى الاعتذار الحقيقي وأهميته حفاظاً على علاقاته بالآخرين.

 

2. صريح، ولا يجيد إخفاء مشاعره:

الذكاء العاطفي يجعل من صاحبه شخص صريح جدًا مع نفسه، نظرًا لأنه قادر على إدراك كل حالة أو إحساس يمر به، و لا يحتاج لمساعدة في ترجمة ما يشعر به. يتفهم بوضوح كل أحاسيسه سواء سلبية أو إيجابية بدون مبالغة أو تبسيط. وبالتالي صراحته مع نفسه تجعله شخص صريح أمام الآخرين يصعب عليه إخفاء مشاعره. عندما يشعر بالحب أو بالسعادة يظهر ذلك عليه بوضوح في أفعاله وإنفعالاته. والعكس صحيح عند الغضب أو الضيق أو الحزن ستجده عاجز تمامًا عن إخفاء مشاعره. صراحته مع نفسه وإدراكه لما يشعر به بوضوح يقلل من قدرته على إخفاء مشاعره. كما أن صراحته أمام نفسه، وفهمه الصحيح لمشاعره يجعله شخص قادر على التعبير عنها سواء لشريك حياته أو للمقربين منه في المحيط الاجتماعي.

اقرأ أيضًا: صفات توأم الروح

3. متسامح:

التسامح سمة من أهم سمات الأشخاص الأذكياء. الشخص الذكي يدرك أن التسامح هو أسهل وأقصر طريق لتجنب اختزان الأحاسيس السلبية تجاه الطرف الآخر. وهو بالتأكيد أمر مهم لإستمرار أي ارتباط عاطفي بشكل ناجح، أو حتى أي علاقة على المستوى الانساني.
لكن ينبغي توضيح أن التسامح ليس مهما فقط لإستمرار الزواج أو أي علاقة عاطفية. وليس من الضروري أن يكون التسامح غرضه إستمرارالعلاقة. الحاجة تكون الحاجة للتسامح أحيانًا تكون في أقصى درجاتها عند إنتهاء العلاقة (خاصة العلاقات التي تضمنت أذى كبير بشكل ما).
الكثير ممن تعرضوا لعلاقات مؤذية يلجأون للتواصل مع المعالجين النفسيين أو أخصائيين العلاقات الأسرية لكي يتمكنوا من التعافي وإستعادة القدرة على التسامح بعد إنتهاء هذه العلاقة. وذلك لأنهم مدركون لأهمية التسامح في مساعدتهم على التخلص من الحصاد النفسي لهذه التجربة الغير ناجحة ومن مشاعر الحزن والجرح والغضب التي اختزنوها في قلوبهم ربما لفترات طويلة. التسامح هو أول خطوة لتجاوز الفشل وبداية أول خطوة في طريق النجاح.

4. يعرف نفسه جيدًا:

الشخص الذكي يملك قدر كبير من التصالح مع نفسه. يفهم من هو وما هي مميزاته بدون مبالغات، ويدرك جيداً عيوبه ونقاط ضعفه بحياد تام. لديه قدرة عالية على تحديد احتياجاته من المحيطين به ومن نفسه، وفي المقابل تحديد إحتياجات المحيطين به وشريك حياته تحديدًا منه. الشخص الذي يعرف نفسه جيدًا في الغالب يكون شخص ذو أفكار منظمة، يجيد ترتيب أولياته بشكل منطقي.
يلاحظ كثيرًا أن الأشخاص أصحاب التفكير المنطقي الذين يعرفون ذواتهم جيدًأ هم غالبًا لديهم هوايات يمارسونها بانتظام تساعدهم على التخلص من أي مشاعر سلبية. كما أنهم يحرصون على تدوين أفكارهم ويومياتهم بشكل منتظم من حين لآخر.

5. تحديد المسافات:

يظهر مدى ذكاء الشخص في قدرته على تحديد المسافات بينه وبين الأشخاص الآخرين، على المستوى العائلي وعلى المستوى الاجتماعي. بالشكل الذي يجنبه التطفل والتدخل في حياته الخاصة أو شئونه الأسرية من أي شخص لا يحترم خصوصية الغير. القدرة على تحديد المسافات الصحيحة، ووضع الحدود المناسبة للغير هي أنسب وسيلة لتجنب اي شخص من الممكن أن يشكل مصدر أذى يهدد حياتك العاطفية.

  

6. اختيار التوقيت المناسب:

نجاح أي شيء متوقف على اختيار التوقيت المناسب له. اختيار الوقت المناسب للبوح بالمشاعر والتعبير عنها. كذلك اختيار الوقت المناسب للوم أو للعتاب أو حتى للتعبير عن الغضب. أو في حالات النقاش أو في حل الخلافات أو المشاكل. قدرة الزوجين أو الحبيبين على اختيار التوقيت المناسب لكل هذه الأشياء بالتأكيد تعتبر عامل أساسي لنجاح أي علاقة عاطفية.
من أهم علامات الذكاء العاطفي لدى أي شخص هي قدرته على اختيار الوقت المناسب بالتحديد في أوقات المشاكل والخلافات  عليه عامل أساسي في تجاوز الاوقات الحرجة بينه وبين شريك حياته. اختيار الحالة الذهنية والنفسية المعقولة المناسبة لخوض أي نقاش أو تسوية مشكلة، بالتأكيد تساعد على حلها بطريقة أفضل. لذلك كلما زادت نسبة الذكاء العاطفي لدى الطرفين في أي علاقة عاطفية، كلما زادت قدرتهما على تسوية خلافاتهما بنجاح.

7. مستمع جيد:

كلنا نحتاج ممن نحب أن ينصتوا لنا حتى يتمكنوا من تفهم واستيعاب مشاعرنا واحتياجاتنا. لا يوجد شخص يتمتع بمهارة التواصل الصحيح مع شريك حياته أو حبيبه بدون أن يكون لديه القدرة على الإنصات.
عندما يكون الشخص ذكي بدرجة كافية، تصبح لديه استعداد أكبر لوضع نفسه مكان الآخر، ومحاولة فهم وجهة نظره وتقبل أنه ربما يكون هو الشخص المسئول أو صاحب الجانب الخاطئ –على الأقل من وجهة نظر حبيبه/حبيبته. بالتالي يكون لديه سعة صدر وقدرة على الإنصات للطرف الآخر للنهاية، مهما اختلف معه.
الذكاء العاطفي يجعل من صاحبه شخص مدرك أنه كما للتفهم والاحتواء والشعور بالمودة في المقابل شريك حياته يحتاج نفس الشيء. لذلك ستجد الشخص الذكي ينصت ويسمع لحبيبه عن رغبة حقيقية لمحاولة استيعابه وتفهم وجهة نظره وليسب أكثر من كونه يرغب المجادلة والنقاش للانتصار وكسب الموقف.

اقرأ أيضًا: كيف تتغلب على الشعور بالوحدة

 

8. المرونة وسعة الأفق:

صاحب الذكاء العاطفي شخص لديه القدرة على النظر للمواقف والأحداث من أكثر من زواية، والتفكير بأكثر من طريقة. هو يدرك أن كل انسان يفكر بطريقته. بالتالي يتقبل فكرة أن يكون هناك أشخاص محيطين به يختلفون معه، بدون أن يأخذ الأمور على محمل شخصي له شكل العداء أو التحفز. كما أنه قادر على معاملة كل شخص على قدر تفكيره.

ذلك النوع من الشخصيات يكون في التعامل أكثر سلاسة وسهولة، فالمحيطين به يشعرون دائماً بمناخ أكثر أماناً عند الإختلاف معهم. وفي المقابل يحظون بتقبل أكبر من الآخرين عند الاختلاف في وجهات النظر أو في الأحاسيس أو المشاعر.

9. الإهتمام، وكثرة الأسئلة:

الإنسان الذكي عاطفيًا بطبعه شخص حريص على الطرف الآخر، والحرص يجعل من صاحبه شخص مهتم. الحبيب المهتمة أكثر للتواصل مع الطرف الآخر بالاسئلة. أكثر من كونه يهتم بالحديث عن يومه وعن تفاصيله، سواء في بداية الارتباط أو حتى بعد الزواج. بعكس بعض الأشخاص الذين يفضلون الحديث عن أنفسهم أكثر مما يهتمون بشركاء حياتهم. الشخص الذكي هو شخص يكثر من السؤال عن الطرف الآخر، عن يومه، عن حالته المزاجية، عن تفاصيله، عن أصدقائه، اهتماماته. العلاقات المتوازنة قوامها اهتمام الطرفين ببعضهما البعض وسؤال كل طرف منهم عن الآخر باهتمام وشغف تعتبر من أفضل طرق التواصل بين أي حبيبين.

10. واقعي:

الواقعية من أهم وأبرز علامات الذكاء العاطفي. الشخص الذكي غالبًا ما تكون أحلامه وأهدافه لها جانب واقعي، وبالتالي لا يتوقع من حبيبه أو من الطرف الآخر أفعال أو تصرفات غير منطقية فوق طاقته أو قدراته، وبالتالي يتجنب مشاعر الإحباط الناتجة عن المبالغة في توقعاته. وبالتأكيد يكون لديه شعور بالرضا، وقدرة على التعايش والتأقلم أكثر من الآخرين.

يمكنك الآن تقييم نفسك بحساب درجة من 10، أمام كل سمة ترى أنك تتمتع بهاوتؤثر بشكل إيجابي في علاقاتك العاطفية والاجتماعية.. مع ملاحظة أنه من الطبيعي عدم حصولك على العلامة النهائية لأن الكمال لله، لا يوجد شخص يحظى بكل هذه المميزات في نفس الوقت، لكنك تستطيع العمل على محاولة اكتساب ما ينقصك منها أو تنميتها في سلوكك.

ففي النهاية كلها مهارات مكتسبة تستطيع أن تتعلمها مع مرور الأشخاص والتجارب إن كان لديك مرونة الكافية والتفهم لمدى أهمية هذه الصفات لنجاح حياتك العاطفية.

مصادر:
https://marriage365.com/blog/10-habits-of-emotionally-intelligent-people/