كيف نتعامل مع علامات الخطر - الريد فلاج - في العلاقات العاطفية ؟

 

 بقلم: سالي حجازي


تحدثنا في مقال سابق عن علامات الخطر في الحب – الريد فلاج  Red flag- وشرحنا مدى خطورة ظهور هذه العلامات في أي علاقة عاطفية. فهي مؤشر على وجود خطر في هذه العلاقة أو على أنك متورط في علاقة خطرة أو مؤذية أو مع طرف مضطرب أو سام.

كما أشرنا إلى أن العلامات في الحب تختلف. ليست كلها بالضرورة لابد أن تكون علامات خطر أو ريد فلاج وإنما هناك أيضا علامة تحذير وهي التي يطلق عليها المتخصصين Yellow flag  أو الراية الصفراء.

والـ Yellow flag أو علامة التحذير وهي التي تشير إلى وجود مشاكل في هذه العلاقة لكنها اقل حدة من المشاكل الموجود في حالات الريد فلاج، وليست بنفس الخطورة. ولا تستوجب بالضرورة انهاء العلاقة لكنها مشكلة يمكن للطرفين أن يعملا على معالجتها وحلها.

اقرأ: احذروا الـ ريد فلاج Red flag .. أخطر 10 علامات سلبية في الحب

ما الفرق بين علامات الخطر أو الريد فلاج "Red flag" وعلامة التحذير الـ "Yellow flag"  في الحب ؟

كما ذكرنا أن كلامها تشير إلى وجود مشاكل في هذا الارتباط العاطفي، لكن علامة الخطر أو الريد فلاج تشير إلى أنه من الأفضل إنهاء هذه العلاقة كلما كان ذلك ممكننا. لكن علامة التحذير أو الـ Yellow flag تشير إلى وجود مشاكل قابلة للحل. بالتأكيد تؤثر هذه المشكلة على استقرار وشكل هذه العلاقة لكن العمل على إصلاحها ممكن.

فعلى سبيل المثال، علامة الخطر أو الـ Red flag يمكن أن تظهر في صورة التعرض للأذى بأي شكل من الأشكال أو العنف الجسدي أو النفسي، أو الخيانات المتكررة، أو إذا كان الطرف الآخر مدمن للمخدرات أو للخمر. هذه بالتأكيد ريد فلاج غاية في الوضوح تستدعي انهاء هذه العلاقة كلما كان ذلك ممكنًا.

أما اشارة التحذير او الـ Yellow flag تظهر في المشاكل الأقل حدة، مثلا صعوبة التفاهم بين الطرفين، أو وجود مشاكل في لغة التواصل أو الحوار بينهما. وفي الغالب يعترف كلاهما بوجود هذه المشكلة، ومن الممكن العمل على حلها بالتفاهم والعقلانية ومحاولة إنصات كل طرف للآخر.

ماذا أفعل لو أدركت أنني بالفعل أواجه علامات خطر "Red flag"  في علاقتي العاطفية؟

صحيح أنه من الأفضل إنهاء العلاقة او الارتباط الذي يظهر فيه علامات الخطر أو الريد فلاج، بالتحديد العلاقات التي يتعرض أصحابها لأي شكل من أشكال الأذى.


 

قد يكون قرار الانفصال سهل في بدايات الارتباط العاطفي، أو مرحلة الارتباط الغير رسمي. لكن في نفس الوقت الانفصال في كثير من الأحيان لا يمكن اعتباره اختيار سهل أو متاح لكل المتورطين في علاقات مضطربة بالتحديد اذا كانت علاقة زواج استمر لسنوات. فكثيرًا ما يكون قرار الانفصال شائك أو يمنعنا عن تنفيذه الكثير من المعوقات الاجتماعية والمادية والنفسية. وقتها يكون هناك بعض النصائح والخطوات التي يستحسن أن نحاول الالتزام بها حتى نتمكن من تحقيق أفضل حل أو وضع ممكن في حياتنا الزوجية أو العاطفية، أهم هذه النصائح:

1. تجنب المبالغة في الانفعال:

لا تدع انفعالاتك تتحكم بك. من الطبيعي ان نغضب أو نثور في أوقات الصدام أو المشاكل او التعرض لموقف سلبي أو ظلم. لكن علينا ان نتعلم كيفية التحكم في مشاعرنا وانفعالاتنا، وأن نتذكر أن مشاعر الغضب والحكم على المواقف بانفعالية لن يساعد في حل الامور. بل بالعكس كثيرا ما سيؤدي إلى حكم متسرع أو قرار انفعالي أو غير صائب وبالتالي نتيجة عكسية.

كلما شعرت انك تواجع موقف صعب او شائك في علاقتك بحبيب او شريك حياتك. عليك الالتزام قدر الامكان بالعقلانية والهدوء النفسي. وممارسة كل نشاط يساعدك على تفريغ المشاعر السلبية (نشاط حركي، رياضة، تمارين تنفس، تحدث إلى صديق). اعلم أن الحفاظ على عقلية هادئة عند معالجة مشكلة صعبة في علاقتك، بالتأكيد سيساعدك بالوصول إلى حل فعال ولطيف قدر الإمكان.

2. حدد احتياجاتك الأساسية وتجنب التضحية بها:

بالطبع التضحية والعطاء هي اساس الحب، لكن لا ينبغي أن يتم ذلك على حساب احتياجاتك النفسية وابسط حقوقك الشخصية على شريك حياتك. حينما تجد نفسك دائما مضطر لتقديم التضحيات والتنازلات المبالغ فيها. عليك ان تكون صريح مع نفسك، وأن تحدد الاشياء التي ترغب في تحقيقها في علاقتك بشريك حياتك. ان كنت ترغب فعلا في تحقيق حل وسط او السعي لتحقيق علاقة متوازنة وناجحة. تحديدك لاحتياجاتك وتمسكك بها هو اول خطوة في تغيير شكل علاقتك بالطرف الاخر.وفي تشجيعك على التحدث بايجابية ومباشرة مع شريك حياتك وكذلك في التعرف على الحلول المتاحة امامك ومن ثم اتخاذك للقرار الصحيح.

اقرأ أيضًا: التلاعب العقلي – الـ Gaslighting – وأشهر أساليبه وعلاماته

3. التواصل والمناقشة مع الطرف الاخر :

في بعض الحالات -الحالات البعيدة عن الادمان او وجود اذى بدني أو نفسي كبير- يكون الطرف الاخر او شريك حياتك غير مدرك لمدى تأثير افعاله السلبي عليك وعلى علاقته بك. التواصل الايجابي والمناقشة المباشرة باللغة والطريقة المناسبة وفي التوقيت الصحيح. سيساعدك على تحذيره من انه من المحتمل جدا ان يفقدك. وإدراك الطرف الثاني لذلك وخوفه الحقيقي من فقدانك من الممكن أن قد يؤدي إلى القليل من التغير أو وقد لا يؤدي إلى أي شيء. بالتالي سيساعدك الحوار على استيضاح الصورة كاملة قبل ان تتخذ اي قرار أو خطوة حقيقية للتغيير.

4. وضع الحدود:

وضع الحدود أحد أهم أساسيات أي علاقة متوازنة سواء علاقة اجتماعية أو مع صديق أو زميل وحتى في العلاقات العاطفية. توضيح ووضع حدود للطرف الاخر وفقا لاحتياجاتك ومتطلباتك النفسية والاجتماعية وعلاقاتك بالمقربين من اسرتك او اصدقائك .وتوضيحها للطرف الاخر سيكون بمثابة بداية استعادة التوازن مرة اخرى في علاقتكما. وبالطبع مدى استجابته لحدودك مؤشر قوي هل علاقتكما علاقة قابلة للاصلاح ويمكن العمل على اعادة الاستقرار والتوازن بها ام لا.

مثال على وضع الحدود : رفض التجاوز اللفظي وطبعا العنف او مجرد التهديد به/ رفض الاساءة النفسية و التحكم او السيطرة الزائدة / رفض التدخل في شكل علاقاتك باسرتك أو اصدقائك المقربين وحرمانك من التواصل معهم أو التحكم في شكلها.

5. كن صادقا مع نفسك

حل أي مشكلة والتعامل معها بالتأكيد يكون أصعب إذا لم تكن صادقًا مع نفسك بدرجة كافية. كلما كنت أكثر صدقا مع نفسك ولا تخجل من البوح أو التعبير عن حقيقة الأمور كلما ساعدك ذلك في تحديد المشكلة وبالتالي محاولة حلها واتخاذك لأكثر قرار ملائم لحالتك باقل خسارة ممكنة .

6. حافظ على التواصل مع الأصدقاء أو العائلة

بالرغم من أن النتائج السلبية للعلاقات التي تواجه علامات الخطر هي توتر علاقاتك بالمقربين منك سواء عائلتك أو اصدقاء حياتك نتيجة ميل الطرف الاخر للمبالغة في إحكام سيطرته عليك. وكذلك سعيه احيانا تشويهك امامهم وكذلك تشويههم امامك.

لكن عليك ألا تترك علاقاتك بأكثر الاشخاص الداعمين لك تتأثر بهذه التصرفات السلبية. حافظ على التواصل المستمر معهم واحرص على قضاء اوقات مع اكثر المقربين الذين تثق فيهم وفي اخلاصهم وحبهم لك. واعلم انهم اكبر مصدر للدعم متاح بالنسبة لك

سيساعدك التواصل معهم على استعادة ثقتك في نفسك وتذكر نقاط قوتك وكذلك طلب النصيحة. سيساعدونك على التصرف بعقلانية واتزان واتخاذ انسب قرار ممكن لحالتك في الوقت المناسب وبالطريقة الصحيحة.

اقرأ أيضًا: 8 علامات سلبية في أول موعد غرامي.. احذر أن تتجاهلها

7. اطلب المساعدة من معالج مختص:

اذا كنت تشعر انك بذلت الكثير من الجهد ووصلت لمرحلة صعبة تعجز فيها عن التفكير او التعامل مع الوضع. فإن التواصل مع المختصين لمساعدتك على التفكير واتخاذ قرار او التوصل إلى حل مناسب بالتأكيد سيحدث بالنسبة لك فرقا هائلا.

 

تذكر ان العلاقات تزدهر فقط عندما نقابل من يبادلنا نفس الحب والدعم والاهتمام الذي نقدمه لهم..

وأن الاستمرار في علاقة عاطفية مؤذية وتجاهلك لعلامات الخطرقد يكون أكبر خطأ ترتكبه في حق نفسك. لذلك احذر من الاندفاع والتورط السريع في علاقة عاطفية ظهر في اكثر من ريد فلاج، وكذلك احذر من تجاهل اشارات التحذير – Yellow flag – حاول ان تعمل مع شريك حياتك أو الطرف الاخر على حل المشكلة وخلق مساحة تفاهم مناسبة بينكما.

 

تذكر دائمًا أن كلما اتخذت القرار الصحيح في اسرع وقت وبأنسب طريقة كلما جنبت نفسك الكثير من اللحظات المؤلمة والأذى العاطفي والنفسي الذي من الممكن أن تسببه لك علاقة غير متوازنة ومضطربة.

شاركونا في التعليقات بخبراتكم.

المصادر:

https://www.betterup.com/blog/red-flags-in-a-relationship#:~:text=Red%20flags%20are%20often%20used,victimization%2C%20or%20even%20abusive%20behavior.

https://www.verywellmind.com/10-red-flags-in-relationships-5194592

https://www.webmd.com/mental-health/what-is-gaslighting-in-relationships#:~:text=In%20this%20Article&text=Gaslighting%20is%20a%20form%20of,and%20feelings%20as%20the%20truth.

https://www.betterup.com/blog/mental-abuse?hsLang=en

https://psychcentral.com/blog/imperfect/2018/11/11-relationship-red-flags-and-why-we-ignore-them#Why-do-we-ignore-red-flags?

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النرجسي السيكوباتي .. نموذج حي للشيطان على الارض

حقائق مهمة عن اضطراب ثنائي القطب

تطبيقات الذكاء الاصطناعي للدعم النفسي