فقدان الثبات الانفعالي وأهم أعراضه وأسبابه

 

الثبات الانفعالي هو قدرة الشخص على الحفاظ على انفعالاته فلا تحدث إلا في الوقت وبالقدر المناسب. فلا تظهر شديدة متهورة أو سريعة، بل تتسم بالهدوء والثبات، في مختلف المواقف، والثبات الانفعالي أو “الاستقرار العاطفي” يقصد به مدى إمكانية الشخص في البقاء متوازناً ومستقراً، وعدم انجذابه إلى العصبية والمشاعر السلبية. ويعد الثبات الانفعالي مرض عصبي يحدث نتيجة لمشكلة عضوية في الجهاز العصبي. أي أنه ليس مشكلة عصبية نفسية لكنه مشكلة نفسية فسيولوجية، نتيجة لإصابة الجهاز العصبي للإنسان بمرض أو ضمور أو تلف.

أعراض فقدان الثبات الانفعالي :

ولأن فقدان الثبات الانفعالي مرض عصبي فإنه مثل باقي الأمراض له أعراض حيث توجد بعض العلامات التي تدل على فقدان الثبات الانفعالي للأشخاص ومن تلك الأعراض ما يلي:

  1. حدوث نوبات متكررة وغير إرادية خارجة عن السيطرة من البكاء أو الضحك.
  2. هذه النوبات تكون غير مرتبطة بحالته الانفعالية وغالباً ما يتحول الضحك إلى دموع والعكس.
  3. غالباً تبدو الحالة المزاجية طبيعية جداً بين النوبات التي يمكن أن تحدث في أي وقت.
  4. البكاء أكثر علامة مميزة لحالة فقدان الثبات الانفعالي وتتكرر أكثر من الضحك وقد تستمر هذه الحالة لعدة دقائق.
  5. قد يضحك الشخص بشكل هستيري على تعليق مضحك أو قد يضحك أو يبكي على مواقف لا يرى الآخرون أنها مضحكة أو محزنة.
  6. في كثير من الأحيان يتم الخلط بين الاكتئاب وحالة فقدان الثبات الانفعالي. لكن الفرق أن حالات الثبات الانفعالي تتميز بأن مدتها قصيرة بينما الاكتئاب شعور دائم بالحزن.
  7. الأشخاص الذين يعانون من نوبات فقدان الثبات الانفعالي لا يعانون من اضطراب النوم أو فقدان الشهية بعكس مرض الاكتئاب الذي يتميز بهذه الأعراض.

أسباب فقدان الثبات الانفعالي:

يتوقف معرفة الدواء على معرفة أصل الداء وأسبابه، من أشهر أسباب مرض فقدان الاستقرار العاطفي أو الانفعالي:

  • السكتة الدماغية.
  • التصلب الجانبي الضموري.
  • تصلب الأعصاب المتعددة.
  • التعرض لإصابة دماغية رضية.
  • الإصابة بمرض الزهايمر.
  • مرض باركنسون أو ما يعرف بالشلل الرعاش.
  • من أهم أسباب فقدان الثبات الانفعالي تعرض الشخص لإصابة في المسارات العصبية التي تنظم التعبير الخارجي عن المشاعر.
  • التعرض لصدمات عصبية أو نفسية.

اقرأ أيضًا: اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الكبار – ADHD

 

أسباب وراثية:

كما أنه من الممكن أن يكون هناك أسباب وراثية. فقد اكتشف العلماء ان جزءا من الحساسية المفرطة لدي بعض الناس يكون سببه وراثيا.  فإن كنت علي مستوي عال من الحساسية فربما راجع ذلك فى جزء منه لأسلافك. حيث ان حوالي 20 % سكان العالم يعانون من الحساسية البالغة، وعدم القدرة علي التحكم في الثبات الانفعالي لدي البعض يعود الي الأسلاف و جيناتهم.

ووجدوا ان الأمر لديهم يرتبط جينيا في نسبة منه، و لهذا فهم أكثر عرضة للمحفزات المموهة التي لا يلاحظها معظم الناس ولا يشعر بها الأخري. بل ويشعرون بتلك المحفزات و تثير عواطفهم بشكل أكثر كثافة ربما من الأمور الطبيعية العادية.

ترتبط هذه الحساسية الشديدة بجين يؤثر بدوره على هرمون يسمي “نورإبينفرين”. وهو هرمون إجهاد يعمل أيضا في دماغك باعتباره ناقلا عصبيا و محفزا للانتباه و استجابات لمثيرات الحواس الخمس.

فى بعض الحالات ترتبط الحساسية المفرطة أيضا بهرمون الأوكسيتوسين. وهو الهرمون الموجود في جسم الإنسان المسئول عن الحب والتعلق. ويمكن للأوكسيتوسين بالفعل ان يثير درجة عالية من الحساسية. إذا كان لديك مستويات أعلي من الأوكسيتوسين بشكل طبيعي. فقد تزداد أيضا قدراتك على إدراك القرائن الصغيرة المموهة التي تثير انفعالك والتي من الوارد جدا ألا يلمحها الآخرون.

مضاعفات فقدان الاستقرار أو الثبات الانفعالي:

الأشخاص الذين يعانون من أعراض شديدة لفقدان الثبات الانفعالي تحدث لهم بعض المضاعفات مثل:

  • القلق والعزلة الاجتماعية  والإحراج والاكتئاب.
  • قد تتداخل الحالة مع قدرة الشخص على أداء مهامه اليومية والعمل خاصة وهو يحاول التكيف مع حالة عصبية أخرى.


علاج فقدان الثبات الانفعالي:

لأن فقدان الثبات الانفعالي يحدث نتيجة لمرض عضوي فسيولوجي فإن علاجه بالتالي علاج طبي دوائي يصفه الطبيب، ويعد الهدف الرئيسي من معالجة هذه الحالة هو تقليل حدة تكرار النوبات الانفعالية وتتضمن خيارات المعالجة ما يلي:

  • المعالجة الدوائية الطبية باستخدام مضادات الاكتئاب. التي تساعد في تقليل حدة ومعدل تكرار نوبات فقدان الثبات الانفعالي. ويصف الطبيب مضادات الاكتئاب بنسب أقل عن الجرعات  المستخدمة في معالجة الاكتئاب الحاد أو المزمن.
  • قد يصف الطبيب بعض الأدوية التي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء لعلاج حالات الانفعال وتشمل: هيدروبروميد ديكستروميثورفان وكبريتات الكينيدين. فقد أكدت الدراسات العملية أن الأشخاص الذين يعانون من تصلب الأعصاب المتعدد والتصلب الجانبي الضموري وتناولوا هذه الأدوية انخفض عدد نوبات الضحك والبكاء إلى النصف مقارنًة مع تلك الحالات التي تناولت الدواء الوهمي.
  • الطبيب المعالج سوف يصف أفضل علاج مناسب لحالتك مع الأخذ في الاعتبار الآثار الجانبية المحتملة للدواء وأي حالات أخرى قد تعاني منها والأدوية الأخرى المستخدمة في العلاج.
  • يمكن تطوير طرق لإكمال مهامك اليومية بمساعدة الطبيب وفقاً لحالتك.
  • عليك التكيف مع المرض وتلقي المساندة من قبل عائلتك وأصدقائك. ويساعدك في ذلك شرح حالتك بشكل مفصل لأسرتك فقد يكون التعايش مع هذه الحالة أمرا مرهقا. ولذلك لابد من شرح تأثير هذه الحالة عليك حتى لا يفاجئ الآخرون من أصدقائك وزملائك في العمل.
  • يمكنك التعامل مع هذه النوبات من خلال التنفس ببطء وإرخاء الجسم وتغيير وضعية الجسم وصرف الانتباه لشيء آخر.

 

اقرأ أيضًا: الاضطرابات النفسية للمرأة الناتجة عن عوامل اجتماعية وبيئية

 

الثبات الانفعالي والعُصابية:

تتشابه العُصابية مع فقدان الثبات الانفعالي، ولكن فقدان الثبات الانفعالي لا يتطابق مع المعنى الفرويدي للعُصابية فيستخدم مصطلح "عُصابات"  للتعبير عن اضطرابات في الجهاز العصبي، التي لم يجد لها سببًا عضويًّا - جسديًّا، ثم لاحقًا بدأ هذا المصطلح يستخدم، للإشارة لكل الاضطرابات الوظيفية للجهاز العصبي؛ المراد هنا، اضطرابات تُجْهل مسبباتها، من هنا يمكن التفريق بين الثبات الانفعالي والعُصابية  ، بأن الثبات الانفعالي معروف سببه فهو يحدث نتيجة تلف أو ضمور في الجهاز العصبي للإنسان، أما العصابية فهي اضطرابات في الجهاز العصبي غير معروف سببها الجسدي، من ناحية أخرى يفضل علماء النفس إطلاق مصطلح” الاستقرار العاطفي ” على علم الأعصاب وذلك يميزوا بينه وبين مصطلح العصابية في الاختبارات  الوظيفية.

مستويات فقدان الثبات الانفعالي:

فقدان الثبات الانفعالي له مستويات ودرجات فالشخص المتهور والذي ينفعل بطريقة مبالغ فيها غير الشخص الذي ينفعل ولكن حدة انفعاله أقل.

المستوى الأول: الاستقرار العاطفي:

  • حيث يتفاعل الأشخاص الذين لديهم درجة عالية من الاستقرار العاطفي والثبات الانفعالي في اختبارات المهنية بشكل أفضل و أقل اضطراباً عن غيرهم من الأشخاص.
  • ويتسم هؤلاء الاشخاص الذين لديهم ميل الى الاستقرار العاطفي والهدوء بعدم المعاناة و الاستمرار في المشاعر السلبية.
  • كما تزداد لديهم سمات الانبساط العاطفي، ويكونوا أكثر قدرة في حل مشكلاتهم بكل هدوء.

المستوى الثاني: الأفراد العالية في العُصابية:

  • حيث ان الاشخاص الذين لديهم درجات عُصابية عالية يكون انعكاس طبيعي رد فعل عاطفي للغاية.
  • وذلك لسرعة تأثرهم للاستجابات العاطفية أكثر من غيرهم مما يجعلهم في حالة حرص بصورة مستمرة.
  • تجد هذه الفئة صعوبة بالغة في التفكير لأنهم باستمرار يكونوا في حالة مزاجية سيئة وتزداد معدلات التوتر لديهم.

السمات الفرعية بصفة الثبات الانفعالي

تتكون السمات الشخصية من ستة أوجه أو صفات فرعية، حيث يتم الاعتماد عليهم في الاختبارات الشخصية، والتقييمات، وهم: القلق، الغضب، الكآبة، الوعي الذاتي، الغلو، زيادة التأثر.

وظائف وسمات الثبات الانفعالي

  • الشخص ذو الاستقرار العاطفي والثبات الانفعالي يكون مرغوب فيه في معظم المهن والوظائف المختلفة وذلك لتمكنه من السيطرة على عواطفه أثناء العمل.
  • كما يتميزون الموظفين الذين لديهم استقرار عاطفي بالانتباه الشديد والدقة في تحديد المواعيد، وذلك لأنهم يفصلون بين المواقف الشخصية والضغوطات داخل العمل.

اقرأ أيضًأ: الوسواس القهري وأعراضه وأشهر أنواعه

 

 تطور مقاييس الاستقرار العاطفي

يعد الاستقرار العاطفي من الموضوعات الرئيسة التي تستخدم في دراسات الشخصية، وذلك لا مفهوم السلوك العاطفي هو انعكاس طبيعي للتطور العاطفي وتهدف الدراسات المختلفة لتطوير مقاييس الاستقرار العاطفي.

نتائج التطوير

تم تغطية خمسة أبعاد من الاتزان الانفعالي، وفق خمسين عنصر وتم تقسيم الى قيم هامة وهي:

  • التشاؤم مقابل التفاؤل: حيث أن الأشخاص المتفائلين يتمكنوا من تحقيق أهدافهم والوصول إلى كل ما يريدوا، على العكس من المتشائمون فهم لا يستطيعون الوصول إلى أي شيء.
  • القلق مقابل الهدوء: حيث ان القلق دائما يجعل صاحبه في حالة غير مستقرة وتوتر دائم، على عكس الهدوء الذي يعطي فرص للشخص للنظر للأمور بأكثر من منظور.
  • العدوان مقابل التسامح:الشخصيات العدوانية تعاني من عدم الاستقرار وتأنيب الضمير بشكل دائم على عكس الشخصيات المتسامحة التي تتميز بالصفاء والسلام الداخلي، والقدرة على اجتياز المواقف والصعاب.
  • الاعتماد على الغير مقابل الاستقلال الذاتي: الشخصيات الاعتمادية تكون دائما ليس لديها قدرة على اتخاذ القرارات بشكل سليم، على عكس الشخصيات التي تعتمد على نفسها بصورة ذاتية تتمكن من اتخاذ القرارات بكل سهولة ويسر.
  • اللامبالاة مقابل التعاطف: التعاطف من السمات النبيلة وتنبع عن السلام الداخلي وحب الغير والاتزان النفسي، على عكس المبالاة التي تنتج عن عدم تقدير الأمور.

 

الثبات الانفعالي

اختبار الثبات الانفعالي:

حتى تتمكن من معرفة مدى قدرتك على الثبات الانفعالي والتحكم في ضبط النفس يمكن الإجابة عن هذه الأسئلة:

  • هل تعاني من شكوى الآخرين من تعصبك وتوترك الدائم؟
  • أنت من الأشخاص المتسرعين وتريد تحقيق أهدافك بسرعة؟
  • تتعرض دائما إلى بعض أعراض وجع الرأس والصداع؟
  • أنت من الأشخاص الذين يفتعلون المشاكل مع الآخرين حتى أقرب الأشخاص لك؟
  • هل يمكنك الهدوء بشكل مفاجئ وسريع إن تعرضت لموقف مستفز؟

إذا كانت إجابتك نعم على جميع الأسئلة السابقة فأنت تعاني من شخصية عصبية ولكنك تحاول التغيير بقدر المستطاع.

أما إذا كانت إجابتك لا فهذا يعني أنك تحاول الهروب من الحكم على نفسك بأنك شخصية عصبية وتنفعل بسرعة.

في حال كانت إجابتك أحياناً فهذا يدل على أنك شخص يتمتع بالثبات الانفعالي ولكنك تحتاج إلى الهدوء.

نصائح للتحكم في الانفعالات، وعدم الاستقرار العاطفي:

يمكنك التحكم في حالة ثباتك الانفعالي من خلال إتباع هذه النصائح ومنها:

  • التفكير الجيد قبل القيام بأي رد فعل عند التعرض لضغط عصبي.
  • مصاحبة الأشخاص الهادئين وبالتعود والتدريب سيزداد مستوى ثباتك الانفعالي.
  • ممارسة الرياضة بشكل يومي فهي تساعد على تحويل الطاقة السلبية إلى طاقة إيجابية.
  • الحرص على تذكر الأمور المفرحة دائماً وذلك عندما تتعرض لضغط قد يجعلك تفقد ثباتك الانفعالي.
  • البعد عن المشاعر الأنانية وحب الذات.
  • التحكم في الانفعالات الخاصة بك وخصوصاً الانفعالات الجسدية غير المنطوقة، مثل حركة الوجه واليدين (لغة الجسد).
  • لابد من المحافظة على الحالة المزاجية حتى لا تؤثر بطريقة سلبية على المحيطين بك دون وعي.
  • حاول أن تعرف ردود فعل الآخرين حول تصرفاتك، وأن تتقبل آراءهم كما هي وحاول تغيير نفسك للأفضل.
  • لابد أن تتجنب الأنانية وحب الذات، وحب السيطرة على الآخرين.
  • قبل أن تنفعل عليك أن تفكر في نتائج هذا الانفعال وهل أنت على استعداد لتحمل هذه النتائج أم لا.
  • عليك أن تختبر وتتحقق من انفعالاتك بدلا من الحكم المباشر على أفعال الآخرين.
  • انتبه للتواصل الجسدي غير المنطوق، من خلال مراقبة حركات الآخرين ونبرات أصواتهم وغيرها لتستطيع أن تتحكم في انفعالاتك كي لا تقع في مشكلة.
  • يجب أن تتعلم كيفية التعامل بشكل إيجابي مع مختلف الحالات المزاجية التي تتعرض لها في حياتك اليومية.
  • لابد من أن تدرب نفسك باستمرار على الاسترخاء والهدوء النفسي والبدني عندما تشعر أنك في طريقك لأى انفعال نفسي سواء كان سلبيا أو إيجابيا.

مصادر:

https://m.youm7.com/story/2014/12/25/%D8%A8%D9%83%D9%84-%D8%A8%D8%B3%D8%A7%D8%B7%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%85-7-%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D9%83-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%B2%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%81%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89/2003198

https://www.mklat.com/%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D9%81%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%8A/

https://www.thaqfya.com/teaching-emotional-stability-self-control/

https://www.magrabi.com.sa/ar/blog/%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d9%81%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%8a/

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النرجسي السيكوباتي .. نموذج حي للشيطان على الارض

حقائق مهمة عن اضطراب ثنائي القطب

تطبيقات الذكاء الاصطناعي للدعم النفسي