احذروا الـ ريد فلاج Red flag .. أخطر 10 علامات سلبية في الحب

بقلم: سالي حجازي

الـ ريد فلاج هو علامة على وجود خطر ما في العلاقة العاطفية، او مؤشر على أنك متورط في علاقة غير متوازنة أو غير صحية. الجميع يحلم بالحب والارتباط العاطفي ويسعى لعلاقة ناجحة لكن للأسف ليست كل العلاقات ناجحة وليست كل العلاقات جيدة بالنسبة لنا أو تجعل حياتنا افضل. بعضها يكون مضطرب، غير مستقر، او حتى مؤذي و سام. لا أحد يتمنى علاقة خطرة، أو يبحث عن علامات الخطر (الـ Red flag).

علامات الخطرأو الريد فلاج -   Red flag  في الحب هي علامة تحذيرية تعبر عن وجود خطر أو مؤشر سلبي في هذه العلاقة. تحذرك من الاندفاع السريع أو التورط المبكر في هذه العلاقة. وللأسف غالبًا ما يؤدي تجاهلها إلى تورطك في وضع او في علاقة ضد احتياجاتك النفسية والعاطفية تمامًا.

وكما أن هناك في العلاقات علامات حمراء أو ريد فلاج .. هناك أيضا العلامة الصفراء أو الـ Yellow flag.

وهي ايضًأ تشير إلى وجود مشاكل في هذه العلاقة لكنها اقل حدة. ولا تستوجب بالضرورة انهاء العلاقة لكنها مشكلة يمكن العمل على معالجتها وحلها.

وأخيرًا هناك الراية أو العلامة الخضراء Green flag  وهي مؤشر على الايجابية في سلوك الطرف الآخر تجاهك. وعلى الاستقرار والامان  في هذه العلاقة العاطفية.

كيف نستطيع فهم وتمييز العلامات في العلاقات العاطفية؟

فهم طبيعة كل اشارة او علامة من أهم مقومات النجاح في أي علاقة عاطفية. من الضروري ان تتعلم تمييز ما إذ كان ما تواجهه في ارتباطك العاطفي هو علامة خطر. والتي  يفضل عند اكتشافها التراجع عن هذه العلاقة العاطفية أو على الاقل تجنب الاندفاع و التورط السريع في ارتباط رسمي مع ذلك الشخص.
أم انها اشارة تحذير Yellow flag .. تشير إلى وجود مشاكل قابلة للحل تتطلب النقاش والحوار والصراحة والتفهم. وكذلك التأني وعدم الاندفاع في اتخاذ اي قرار سواء بالانفصال او بتعجل الزواج.
كما أن تمييز علامات الأمان - الـ green flag - مهم جدا، إدراكك لها يدفعك للاهتمام بهذه العلاقة، وللامتنان ومبادلة الطرف الاخر المشاعر والتقدير والدعم الذي يقدمهم لك.
سنتحدث عن كل علامة في مقال منفصل، وسنبدأ أولا بالحديث في هذا المقال عن علامات الخطر أو الريد فلاج. التي تعبر عن أكبر سلبيات خطيرة في العلاقات العاطفية.

أخطر علامات الخطر أو الـ ريد فلاج في العلاقات العاطفية:

كما ذكرنا انه كلما تمكنت من تمييز الريد فلاج في الارتباط العاطفي مبكرًا، كلما جنبك ذلك علاقة عاطفية مرهقة ومؤلمة. ثمة الكثير من الأمور عليك ملاحظتها حتى تتمكن من تحديد المشكلة بشأن ذلك الشخص أو بشأن علاقتكما. من المهم جدا ملاحظة طبيعة سلوكه تجاهك أو تجاه الاخرين، نظرته لنفسه، قيمه وأفكاره..
ومن المهم أيضًا أن تسأل نفسك هل تشعر بالاطمئنان الكافي في هذا الارتباط. أم انك في حالة ارهاق عاطفي ونفسي دائم؟
بشكل عام اتفق المتخصصين على أن هناك مجموعة من العلامات الشهيرة التي تظهر في أي علاقة عاطفية غير صحية تسبب لصاحبها الارهاق النفسي والعاطفي، أشهرها العشر علامات التالية:

1. إدمان أو تعاطي الطرف الاخر للمخدرات او الكحول:

الادمان بالطبع اشارة واضحة على أن ذلك الشخص غير مؤهل لأن يكون طرف في علاقة عاطفية سوية. المدمن -الذي لم يعالج أو يرفض العلاج- هو شخص لا يدمر نفسه فقط بل يدمر كل المحيطين به. بالطبع المدمن لا يجيد التحكم في أبسط تصرفاته أو انفعالاته، ولديه ميول و استعداد كبير لاستخدام العنف ضد المقربين منه في أبسط الخلافات او المواقف. الارتباط بشخص مدمن ليست أكثر من علاقة خطيرة وسامة جدا تستنفذ كل مشاعرك وطاقتك وفي النهاية تصبح الخاسر الاكبر فيها للأسف.

2. الكذب والخيانة:

نتفق جميعًا على أن الثقة عنصر أساسي لنجاح اي علاقة سواء اجتماعية أو عاطفية. ولا شك أن انهيار الثقة والتعرض للخيانة العاطفية في الزواج أو في الارتباط العاطفي بشكل عام هو أصعب أنواع الخيانة وأكثرها ضررًا. كون الطرف الاخر غير مخلص بشكل كافي، ولا يحترم ابسط مبادئ الثقة والاحترام تجاه من يحب، بالتأكيد يعتبر ذلك علامة خطر واضحة جدا.
الخيانة ليست بالضرورة ان يدخل الطرف الاخر في علاقة جسدية كاملة مع طرف ثالث، قد تكون باللقاء العابر أو بالمحادثات الهاتفية على الانترنت. قد يحاول حينها عند اكتشافك لخيانته تبسيط الأمر واتهامك بالمبالغة لتجنب العواقب السلبية للأمر. لكن مجرد تعرضك لموقف سبب لك أذى عاطفي وشعور بالصدمة والتخلي وبأنك لست كافيا للشخص الذي تحبه وتخلص له هي بالتأكيد خيانة، وعلامة خطر واضحة جدا. وكذلك اللجوء للكذب وسرد نصف الحقيقة، ومحاولاته للتقليل من شأن الموقف والاستهانة بالجرح الذي سببه لك هي اشارة واضحة على أنك لست بحاجة سوى للوثوق في نفسك وفي تقييمك لسلوك ذلك الشخص بشكل كامل هل يستحق الوثوق به مرة أخرى أم لا.

3. العنف:

الشخص الذي يظهر في سلوكه ميل دائم للعنف في أبسط المواقف. سواء تجاهك، أو تجاه الاشخاص المقربين منه أو الغرباء، أو حتى تجاه الحيوانات الأليفة.. هو بالتأكيد شخص لا يجيد التعامل مع المحيطين به بشكل سوي. تعبير الطرف الاخر عن الغضب كثيرًا بالسلوك العنيف يعبر عن عجز واضح في تحكمه في انفعالاته ومشاعره بشكل طبيعي. كما أنه بالتأكيد لا يشعر بالاحترام أو بالتعاطف تجاه الاخرين بالتالي من الصعب ان يكون طرف في علاقة سوية على المدى الطويل.

4. التحكم الزائد ونقص الثقة والغيرة المفرطة:

ثمة فرق كبير بين الاهتمام والخوف على من نحبهم، وبين السيطرة والتحكم. الاهتمام والحرص والخوف على الطرف الاخر يكون دافعه الحب، أما التحكم المفرط في كل سلوكياتك وتحركاتك وقراراتك ومعتقداتك لا يكون بدافع الحب وإنما السيطرة. الطرف المسيطر هو شخص يهتم بما يريده هو أكثر مما تريده أنت أو مما هو أفضل بالنسبة لك، بالشكل الذي يجعلك على المدى الطويل تشعر دائما بالخوف والارهاق النفسي وكأنك تسيرعلى سطح زجاجي هش.
نفس الشيء بالنسبة للغيرة، كلنا نغار على من نحبهم حين نشعر أنهم منصرفين عنا، أو اننا لا نحظى بالاهتمام الكافي منهم.  قد يحدث للكثير منا في بعض المواقف أن نشعر بخوف أو بشك بشأن الطرف الاخر لكن الامر لا يصل لزعزعة الثقة المتبادلة بيننا. لكن حينما تتطور الغيرة لتصبح المتحكم الرئيسي في شكل علاقتنا وفي تصرفات الطرف الاخر تجاهك يتحول الامر لنقص ثقة. الثقة مبدأ أساسي لأي علاقة سوية وناجحة، سواء علاقة عاطفية او في العلاقات الاسرية والاجتماعية، ونقص الثقة يعد علامة خطر شائعة. اي علاقة صحية وسوية لابد لها من وجود الثقة المتبادلة بين طرفيها، والشعور الدائم بأن الطرف الاخر دائم الشك ولا يثق فيك هي للأسف ريد فلاج واضحة.

5. الاساءة (لفظية، أو جسدية، او نفسية):

وهي أكثر علامات الخطر وضوحا في أي علاقة مؤذية أو غير سوية، بالتحديد الاساءة الجسدية، أو اللفظية التي يسهل اثباتها ومواجهة الطرف الاخر بها في حالة وقوعها. لكن يكون الامر اكثر صعوبة في حالات الاساءة النفسية التي يستخدم فيها الطرف الاخر لأساليب ملتوية بغرض الاساءة لك والتقليل من شأنك وزعزعة ثقتك واحترامك لنفسك.

أمثلة واضحة على الاساءة النفسية:

  •  استغلال اخطائك لوصفك بوصف غير ملائم (غبي / غبية / أبله / حمقاء ... أو اي وصف يحمل معنى مهين) وإلصاق ذلك الوصف بك ومناداتك به بدلا من اسمك في كل حواراتكم بهدف السخرية.
  • الاذلال المتعمد أمام المعارف أو الاصدقاء كالتحدث عن من مسألة حساسة تخصك أو خطأ ارتكبته أو عيب في شكلك علنا بهدف اظهار مدى سيطرته / سيطرتها عليك وتدمير ثقتك في نفسك.
  • التهديد المستمر سواء بانهاء العلاقة او باستخدام العنف أو بأي شيء أخر ممكن ان يسبب لك ألم نفسي من أجل خلق خوف دائم داخلك يساعده في ضمان السيطرة عليك.
  • قلب الطاولة بعد الخطأ، كأن يحاول اقناعك بأنك المسئول عن خطأه في حقك (اساءة اللفظية او الجسدية) وأنه فعل ذلك لأنك تسببت في غضبه / غضبها وأنك لو تفهمته ما كان تجاوز في حقك.. أو أن يحاول تبسيط الامر ويوهمك انه كان يمزح لم يقصد اهانتك انت الذي تحاول تضخيم الامور وتبحث عن مشكلة.

مشكلة الاساءة النفسية لا تكمن فقط في صعوبة اثباتها عند محاولات الطرف الاخر التلاعب بالمواقف وانكارها. وإنما في أن اثرها السلبي الكبير على نفسية الطرف الضحية في هذه العلاقة. فالكثير ممن يتعرضون للاساءة النفسية وقت طويل في علاقاتهم العاطفية أكثر عرضة للإصابة باضطرابات نفسية مثل اضرابات التوتر والقلق و اضطراب ما بعض الصدمة PTSD .

6. تتنازل وتضحي دائمًا:

بالطبع أي علاقة عاطفية تتطلب العطاء والمرونة والتضحيات المتبادلة من كل طرف. لكن أن تكون دائمًا انت الطرف الوحيد الذي يقدم التنازلات والتضحيات من أجل استمرار الارتباط العاطفي وتحقيق احتياجات أو رغبات الطرف الاخر وفي المقابل لا تحصل على نفس الشيء فذلك مؤشر خطير على وجود مشكلة. ثمة فارق كبير بين المرونة والتنازلات. المرونة هي العطاء وتقديم بعض من التضحيات التي لا تتعارض مع اساسيات الاحترام المتبادل بينكما واحتياجاتك النفسية. ومن الضروري جدًا ان تكون المرونة متبادلة بين الطرفين. وفي المقابل التنازلات الدائمة من قبل طرف لصالح الآخر فقط من أجل تحقيق فترات مؤقتة من السلام يؤدي للأسف إلى محو هويتك. في حين أن العلاقات المستقرة لا تسير على هذا النحو بل يلزم لها مساحة من التوازن بين احتياجات الطرفين. وكذلك مرونة وتضحيات متبادلة من كل طرف تجاه الاخر.

7. وصف الحبيب أو الحبيبة السابقة (الاكس) بالجنون او الخلل النفسي:

عليك الانتباه جيدا في بداية أي ارتباط عاطفي إلى الطريقة التي تتحدث / يتحدث بها الطرف الاخر عن شريك حياته أوالحبيب السابق (الاكس). لا بأس بالحديث في بداية الارتباط العاطفي طبعا عن العلاقات السابقة. لكن الطريقة التي يتحدث بها الاخر عن الشريك او الحبيب السابق تعتبر مؤشر واضح لطريقة تفكيره. الحديث السلبي باستمرار عن الاطراف الاخرى في علاقاته السابقة، ووصفه أو وصفها بالجنون أو بأوصاف غير ملائمة من دون أن يشير في حديثه عن اي تصرف خاطئ من جانبه أو انه كان مسئول بشكل ما عن اي مشكلة او خلاف سابق. فهي ربما تكون علامة على أنه شخص لا يشعر بالمسئولية الكافية عن تصرفاته ولا يحترم الاخرين ويفتقد للقدرة على تقدير الدعم والعطاء الذي يقدمونه له.

8. التلاعب بالعقل ( الـ gaslighting ) :

بمعنى ان يحاول الطرف الاخر اقناعك بأنك لا تتذكر الموقف أو انك تختلق مواقف لم تحدث. او أنك أسأت الفهم تماما، ثم يحاول اجبارك على رؤية المواقف او الاحداث وقفا لمشاعره وافكاره واقناعك ان هذه هي الحقيقة. وهو نمط شائع من أنماط الاساءة النفسية التي تحدثنا عنها في النقطة السابقة.

خطورة الـ gaslight في العلاقات العاطفية أنها احيانا يبدأ بشكل مصغر في المواقف البسيطة ثم يزيد بشكل تدريجي. وعند الوثوق به ينجح الطرف الاخر في التلاعب بك بالشكل الذي يزرع بداخلك الشك في نفسك وفي قواك العقلية والنفسية. وبالتالي تشعر دائما انك عاجز عن تحديد المشاكل والحكم على المواقف بشكل صائب أو دقيق.

اقرأ بالتفصيل : التلاعب العقلي الـ Gaslighting وأشهر أساليبه وعلاماته

9. تأثير سلبي على علاقتك بأصدقائك المقربين او عائتلك:

الأسرة أو العائلة الكبيرة والاصدقاء المقربين هم أكبر مصادر الدعم والاطمئنان في حياة اي انسان، ومن أكبر علامات الخطر في أي علاقة عاطفية أن يؤثر الطرف الاخر تأثير سلبي على علاقتك بالمقرين والاشخاص الذين يحبونك بصدق. لا يمكننا اعتبار ذلك أمرا طبيعيا ان تسوء علاقتك بعائلتك أو أصدقائك بعد وقوعك في الحب. الحب لا يجب أن يتعارض مع علاقاتك القديمة بالمقربين منك الذين تربطك بهم روابط اسرية او اجتماعية قوية. وفي حالة التعارض او تعرضك لمواقف تضطر فيها للاختيار ما بين أحد افراد عائلتك (أب / أم / أحد اشقائك .. ) أو أحد الأصدقاء حياتك المقربين وما بين حبيب أو حبيبة هي للأسف مؤشر على انك في علاقة غير آمنة.

10. تعاني من أعراض نفسية أو صحية سلبية:

تعرضك المستمر لمشاعر غضب واستياء أو خوف أو توتر وعدم أمان واستقرار بالتأكيد مع الوقت تؤثر على صحتك النفسية. لا يمكنك تجاهل أعراض اضطرابات القلق والاكتئاب والتوتر إذا كان السبب الاساسي فيها هو علاقتك العاطفية (وليست الشئون الحياتية الأخرى كالعمل أو الضغوط اليومية) وللأسف كثيرا ما يؤدي الأمر إلى أعراض جسدية وأمراض عضوية ناتجة عن الضغط النفسية (مثال، ضغط الدم أو القولون العصبي) فالعقل والروح والجسد اشياء مترابطة يتأثر كل منها بالآخر وبالتالي كثيرا ما تظهر أعراض الضغوط النفسية على أجسادنا. لذلك عليك الانتباه جيدًا لمشاكلك الصحية والنفسية ومراقبتها إن كانت تتفاقم بسبب هذه العلاقة فهو مؤشر واضح جدا على أن ذلك الارتباط العاطفي لا يناسبك.

في النهاية يجب أن نتذكر أن العلاقات الاجتماعية بشكل عام والعاطفية بشكل خاص كثيرة التفاصيل. التعامل مع مشاكلها يتطلب ان تتحلى باقصى قدر ممكن من الحكمة والعقلانية، وعدم التعجل في الحكم على الأمور. وكذلك الأمانة والصراحة مع نفسك .

أدراكك أن عنايتك بنفسك وباحتياجاتك النفسية والعاطفية ليست رفاهية، بل هي في الواقع أبسط حقوقك احذر ان تضحي بها أو تتجاهلها.

في المقالات القادمة سنتحدث عن كيفية التعامل الصحيح مع الريد فلاج عند اكتشافها، وكذلك العلامات الاخرى في العلاقات الـ Yellow flag  و الـ green flag

أقرأ أيضا: كيف نتعامل مع علامات الخطر – الريد فلاج – في العلاقات العاطفية ؟

شاركونا في التعليقات من خبراتكم.

 

المصادر: 

https://www.betterup.com/blog/red-flags-in-a-relationship#:~:text=Red%20flags%20are%20often%20used,victimization%2C%20or%20even%20abusive%20behavior.

https://www.verywellmind.com/10-red-flags-in-relationships-5194592

https://www.webmd.com/mental-health/what-is-gaslighting-in-relationships#:~:text=In%20this%20Article&text=Gaslighting%20is%20a%20form%20of,and%20feelings%20as%20the%20truth.

https://www.betterup.com/blog/mental-abuse?hsLang=en

https://psychcentral.com/blog/imperfect/2018/11/11-relationship-red-flags-and-why-we-ignore-them#Why-do-we-ignore-red-flags?

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النرجسي السيكوباتي .. نموذج حي للشيطان على الارض

حقائق مهمة عن اضطراب ثنائي القطب

تطبيقات الذكاء الاصطناعي للدعم النفسي