السعادة بين الزوجين .. ليه في ناس مبسوطة في الجواز أكتر من غيرها؟

الزواج الناجح للأسف أصبح من الأمور النادرة في مجتمعاتنا. حيث أظهرت أحدث تقارير الإدارة العامة للإحصاءات بمصر إلى أن عدد حالات الطلاق في مصر بلغ خلال عام 2020 حوالي 222 ألف حالة ..

(28% من حالات الطلاق حدثت خلال الثلاث سنوات الاولى من الزواج) 

على الرغم من أن الجميع يبحث عن السعادة العاطفية. الجميع بلا استثناء يسعى لعلاقة سعيدة.. المتزوجون، المرتبطين عاطفيا وحتى غير المرتبطين.. لا أحد يسعى للفشل. الجميع يريد السعادة في الحب، كلنا نحلم بعلاقة هادئة ومستقرة، وبزواج سعيد يستمر طوال العمر.

لتفاصيل أكتر شاهد الفيديو:


هل الاستمرار دليل على الزواج الناجح؟

قد يظن البعض أن الاستمرار هو أهم مؤشرات الزواج الناجح. وقد يكون بالفعل استمرار الحياة الزوجية بين الطرفين أحد مؤشرات نجاحهم في الزواج. لكن الاستمرار وحده لا يعتبر دليل على نجاح الطرفين في تكوين زواج مستقر وناجح.

ووفقاً لأحد مواقع العلاقات الزوجية داخل الولايات المتحدة الأمريكية هناك إحصائية تشير إلى أن نسبة العلاقات الزوجية التي يمكننا تأكيد أن طرفيها تمكنا من تحقيق حياة زوجية سعيدة 10 % فقط من إجمالي حالات الزواج المستمر بدون انفصال.

لا يخفى على الكثير منا أن هناك زيجات قد تستمر لأعوام طويلة وربما مدى الحياة، لكننا لا نستطيع وصفها بأنها كانت زيجات سعيدة أو ناجحة. ثمة حالات يعيش فيها الزوجين حالات واضحة من الفتور، والخرس الزوجي.. وكذلك الطلاق الصامت غير المعلن الذي يعيش فيه الزوجين منفصلين تحت سقف واحد نتيجة أسباب مادية أو اجتماعية وأحيانا دينية.
بالتالي لا يمكننا اعتبار الاستمرار وحده علامة كافية  على نجاح الزواج.


اقرأ أيضا: عشر علامات أمان في الحب - جرين فلاج Green flag- تخبرك أنك في علاقة عاطفية ناجحة


أهم علامة على الزواج الناجح:

العلاقات العاطفية بطبيعتها كثيرة التفاصيل والتعقيد معادلة النجاح بها صعبة ومعقدة، من الصعب تمييز أصحاب الزواج السعيد الناجح بعلامة واحدة. لكن إذا بحثنا عن كلمة السر خلف أقوى الأسباب التي ساعدت الطرفين على تحقيق حياة زوجية متوازنة وسعيدة.. وهي (التقدير)

التقدير هو قاعدة الأساس في أي علاقة زواج أو إرتباط عاطفي، وهو كلمة السر التي تساعد الطرفين على  تحقيق ما يسمى عند بعض متخصصي العلاقات الزوجية بـ win-win relationship  أي العلاقات السليمة السوية التي يشعر فيها الطرفين بنفس درجة السعادة والتوازن النفسي والرغبة في الإستمرار والتمسك ببعضهما البعض.

شعور كل طرف بتقدير الطرف الآخر له هو أكبر مسببات السعادة في أي علاقة عاطفية. احساس أي إنسان أن شريك حياته أو حبيبه يرى دائماً الجانب الإيجابي في تصرفاته أو تفكيره أو كلامه بالتأكيد هو أكبر داعم للإستقرار بينهما.

متى تظهر قيمة التقدير بين الزوجين ؟

التقدير سواء كان بالكلمات أوبالفعل يكون مهمة سهلة وبسيطة في الاوقات العادية الهادئة.. لكن قيمة التقدير وأهميته تبلغ أقصى درجاتها أوقات الخلاف، وقت قناعة كل طرف أن الآخر مخطئ بشكل أو بآخر، القدرة على تجاوز المشكلات في الحياة الزوجية والعاطفية بشكل عام مرتبطة إرتباط وثيق بمدى تقدير كل طرف للآخر.. كلما كان التقدير حقيقي ومتبادل بين الطرفين كلما كانت لديهما القدرة على تجاوز الأوقات الحرجة ..

الإنسان بطبيعته يكون في أمس الحاجة للتقدير وقت الخلافات والخطأ (بعيداً عن المشكلات المعقدة المتعلقة بحالات الأذى البدني أو الخيانة)، لكن إختزال الآخر في سلبياته أو أفعاله الخاطئة من أكثر الأفعال القاتلة لأي علاقة عاطفية مهماً كانت درجة الإنجذاب والمشاعر بين الطرفين... سينتهي كل شئ بالتدريج مع كل مشكلة إن لم تكن قيمة التقدير واضحة بينهما ومتبادلة

ماذا لو أنني لا أشعر بالتقدير الكافي من شريك أو شريكة حياتي؟

الشعور بالضيق والإحباط من عدم تقدير شريك حياتك لك بالتأكيد أمر طبيعي، كل إنسان في حاجة للشعور ولو للقليل من التقدير.. وعدم شعورك بالسعادة في حياتك العاطفية هو في حد ذاته سبب لوجود توترات متكررة بينك وبين الطرف الآخر.

حل المشكلة ربما يكون أكثر تعقيداً من أن يتم تناوله في فقرة داخل مقال، وبالطبع متوقف على ظروف ومتطلبات كثيرة، لكن هناك حل آخر قد يبدو أسهل وإن كان لا يعتبر حلاً جذرياً، وهو محاولة التغلب على الشعور السلبي الناجم عن إفتقادك للتقدير من شريك حياتك .. وذلك بإتباع التالي:

اقرأ أيضا: احذروا الـ ريد فلاج Red flag .. أخطر 10 علامات سلبية في الحب

1. حاصر نفسك بمناخ إيجابي:

موسيقى، كتب، أفلامك المفضلة.. ابتعد قدر الإمكان عن الأشخاص المحبطين أصحاب المزاج السيء والشكواى المتكررة، لأن الحديث معهم للأسف من أكبر مسببات زيادة المشاعر السلبية، لأنهم يعملون بشكل لا شعوري على مضاعفة شعورك بالإستياء والتذمر، التواصل المستمر والتحدث عن مشاكلك العاطفية مع هذه النوعية من الشخصيات  بالضبط بمثابة أن تسعى لإبتلاع طعام مسموم.. أنت بالتأكيد في غنى عن ذلك.

2. اكتب يومياتك بانتظام:

افعل ذلك قدر الامكان بشكل يومي او شبه يومي في أجندة خاصة يفضل ان تحتظ بها لنفسك. اكتب عن اي إحساس سلبي تشعر به أو عن لحظات أو مواقف جميلة مرت عليك في يومك مهما كانت بسيطة، ومهما كانت كتابتك عشوائية وغير منظمة، .. تدوينك لمشاعرك وأفكارك بانتظام سيزيد من درجة وعيك بنفسك و بحالاتك المزاجية.

3. كافئ نفسك بنفسك:

أحصل على التقدير الذي تستحقه من نفسك، اشترِ هدية لنفسك عن كل تصرف إيجابي فعلته لصالح زواجك أو علاقتك بحبيبك، تعود دائماً على أن تذكر نفسك بمزاياك من دون أن يصاحب ذلك شعور بالحزن لأن حبيبك لا يقدرك التقدير الكافي.

4. احصل على فاصل من الهدوء النفسي:

احصل على فاصل من الهدوء النفسي.. عقل الإنسان بطبيعته يحتاج للتنفس، للتوقف عن التفكير في أي شيء، مارس تمارين الإسترخاء بشكل منتظم ولو لدقائق معدودة يومياً، ممارسة اليوجا، أو تمارين التنفس والإسترخاء داخل المنزل في اي غرفة مغلقة بضوء خافت. وحاول قدر الإمكان التوقف عن التفكير في أي شعور بالحزن أو الضيق.

تمارين التنفس والاسترخاء الذهني دائماً ما تكون على أول قائمة الحلول المرشحة دائماً لأي شخص يمر بفترة إحباط أو ضغوط نفسية بشكل أو بآخر، التحكم في الأعصاب والتفكير العقلاني لحل مشكلاتك هو مهارة مكتسبة.. والمواظبة اليومية على هذه التمارين هي أول خطوات اكتسابها والأمر ليس صعب كما يظن البعض دقيقتين لخمس دقائق بشكل يومي. لكنها ستشكل فارق كبير في سلوكك وحياتك على المدى الطويل.. فهذه الدقائق المعدودة بالتدريج ستصبح بمثابة المساحة المريحة التي تلجأ لها لالتقاط أنفاسك هرباً من أجواء الحياة اليومية. وبالإستمرار ومع زيادة وقت الهدوء الذهني والاسترخاء ستزداد ثقتك في نفسك. وبالتالي قدرتك على تجاهل عدم تقدير حبيبك لك وبالتالي سيتقلص الشعور بالضيق بحيث لا يشغل من عقلك المساحة التي تفسد عليك حياتك وعلاقتك العاطفية بأكلمها.

اقرأ أيضا: التلاعب العقلي وأشهر أساليبه وعلاماته

لكننا في النهاية لابد من الإعتراف والتأكيد على أهمية التقدير في حياة أي حبيبين أو زوجين، وأهميته في أي علاقة عاطفية ناجحة.. وعلى أن التقدير قيمة متبادلة، لابد أن يمارسها الطرفين لا معنى أبداً أن يمارسها طرف واحد دون الآخر..

وجود التقدير بشكل صحيح ومتبادل هو أقوى علامة على نجاح أي علاقة عاطفية وغيابه هو أكبر مؤشر على أن الطرفين مهددين بإنهيار علاقتهما في أي لحظة. لو كنت ترغب في علاقة عاطفية سعيدة وزواج ناجح اهتم بتقدير شريك حياتك واحرص على ان تختار لنفسك شريك حياة يقدرك بدرجة كافية.

المصدر:

https://lovein90days.com/what-do-healthy-relationships-look-like/

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النرجسي السيكوباتي .. نموذج حي للشيطان على الارض

حقائق مهمة عن اضطراب ثنائي القطب

تطبيقات الذكاء الاصطناعي للدعم النفسي